الخميس، 23 يونيو 2011

من هم النخبة؟

يتردد كثيرا هذه الأيام الحديث عن النخبة من قبل كتاب و نشطاء سياسيين ورجال دين و قادة أحزاب عن النخبة...فقررت أن أوضح من هم النخبة حتي يستطيع الناس التمييز بين النخبة و غير النخبة !

لكي نفهم النخبة يجب أن نفهم العامل الذي يفرق بين الناس و هي العلاقة بين الأنسان و القوة , القوة تتوفر عند الإنسان بتوفر العلم الذي يؤدي بالضرورة لتوفر الثروة الذي يؤدي بالضرورة لتوفر المكانة ومن ثم أن يكون من النخبة , إذا القوة تحدد إذا كان الإنسان من النخبة أم لا.

الشيخ و القسيس من النخبة فهو له مكانة و كلمته مسموعة من الناس و عنده قدر من العلم يسميه معرفة أو حقيقة عندما يتكلم ليست عند باقي البشر لأنه يستطيع الوصول لله بلبس بعض الملابس التقليدية و التحدث بلغة مخصوصة لأصحاب هذه الفئة من الناس مع ضرورة الحديث كثيرا عن كيف يعيش الإنسان حياته ,كذلك العالم أو الطبيب الذي لديه كم من المعلومات الذي ليس عندنا بسبب حظه السعيد و توفر فرصة تعليم له و لعائلته فهو من النخبة التي تقول لنا الحلول و تخبرنا عن الحقيقة التي لا نستطيع الوصول اليها

 هؤلاء هم نخبة العلم أصحاب المكانة و لهم من القوة و البطش العلمي و البلطجة المعرفية الكثير فببساطة يستطيع العالم إنتقاء من يسلك الطريق الأكاديمي ومن لا يستطيع حسب ما يريد, وكذلك يستطيع العلماء أن يرفضوا أي نظرية تعارض النظريات المعروفة و المطروحة لأنها ببساطة شديدة تهدد عملهم و مؤسساتهم العلمية. رجال الدين أيضا يحددون الطريق الصحيح , فكم مرة سمعنا  فيهاعن تكفير مفكر إسلامي أو كاتب أو عدم الخوض في نقاش معين لأن هذا أو ذاك ليسوا من المتخصصين في الدين فالدين مجال مثل الطب كما يقولون إذا هم يعترفون أنهم نخبة ؟! أما المسيحية فرجال دينها هم أيضا نخبة و الكنيسة مثال علي نظام هرمي نخبوي لا غبار عليه.

النخبة السياسية ليست بعيدة عن ذلك أيضا فهي طبقة ما تحكم و تتحكم في المجتمع و كذلك لها دور في قيادة الجماهير إما لمكانتها العلمية أو الإقتصادية أو الأدبية أو الإجتماعية فكل ما نراه من تحركات سياسية و دينية هي تحركات تحركها النخبة وكل طرف منهم يقنع الجماهير أن النخبة تلتف حول إرادة الجماهير وأنهم ليسوا نخبويين , كما يتحفنا بعض كتابنا و مفكرينا و قادتنا السياسيين المنحازين للفقراء إسلاميين منهم و علمانيين. وهم يمارسون و يستخدمون طرق مختلفة من تمرير قوانين و تحالفات سياسية و تجاهل قضايا علي حساب قضايا و مصالح السياسية و مكاسبهم و طموحاتهم للسلطة تأتي أولا علي حساب الشعب ليكون الشعب نهاية هو الضحية.

أخيرا أريد أن أذكر أن من ينحاز للشعب عليه أن يدرك أن ليس عليه قيادة الشعب , بل أن يكون واحد من الشعب و يترك مكانته و علمه و ثروته جانبا ويترك الشعب يقوده وهو ما لا يفعله كثيرون و بالذات من الذين يحتكرون الحقيقة و القوة و المكانة.

عاش كفاح الشعب ,عاش الكفاح ضد النخبة ,عاش الكفاح ضد الطبقية و التمييز بشتي أنواعه.




هناك تعليق واحد: